رواية ليالي الرُعب الجزء الثاني للكاتب محمد الطاهر محمد
#ليالي_الرعب (4) (5)(6)
تاليف : محمد الطاهر محمد
المكان مشرحة مستشفي امدرمان .
الزمان : يناير 1987.
![]() |
| رواية ليالي الرُعب |
عندما اشار لي مساعد الطبيب بانني الجثة الجديدة ..تظاهرت بالموت سريعا ..وكتمت انفاسي ..رغم انني كنت خائفا جدا ..ومرت في راسي عشرات الرؤي وانا احاول ان ابدو ميتا ..المقابر ..حوافر الرجل الذي رايته ..اليد التي لمستني من المقبرة ..القط الاسود ..العروس
ما الذي يحدث لي ..هل انا احلم ؟؟
هل هو كابوس ؟؟
..تهدج نفسي كثيرا ..وحاولت التماسك ....
اسرع الطبيب ومساعده ورفعاني علي عجل في النقاله وقال المساعد ..وهو يرتعد ..يا دكتور جثة العروس دي بتتحرك !!
انتهره الطبيب : ميت مرة انا ماقلت ليك ما تشتغل معاي وانت شارب الزفت دا ؟؟
..وبعدها خيم الصمت علي المشرحة لا تسمع الا صرير عجلات النقالة علي البلاط .. واصوات الريح علي النوافذ
حملاني علي تربيزة ..بقرب الجثة المفتوحة من الصدر ..
احسست ان الطبيب يلبس قفازات البلاستيك ..فيما يحمل مساعده البطاريه وكان الضؤ يتحرك يمنة ويسرة ويضرب في جثث المشرحة
..ونادي الطبيب في مساعده : القطن في التربيزة . جوة ...
ثم كانه يختار مقصا ..
واقترب ..مني ..
مئات الافكار جالت علي راسي تلك اللحظه ..اصرخ ..اهجم علي الطبيب ..
ف تلك اللحظة ..وعندما كاد الطبيب ان يقص صدري ..
دق احدهم باب المشرحة بعنف..
التفت الطبيب ..في شنو ياناس ؟؟
جاء الرد بصوت انثوي ..: المدير الطبي قال ليك ..في جثة في الحوادث ودايرك تجي حسه ..
حاولت في ذلك الظلام ..ان افتح عيني ببطء لاري من الذي انقذني ..
وكانت المفاجاة ..هي العروس نفسها ..
سريعا ما سمعت صوت اقدام الطبيب ومساعده وهما يتوجهان للحوادث ..
كان الدم قد تجمد في عروقي ..حاولت النهوض ولم استطع ..اوقعت نفسي علي الارض ..واصطدمت باحد الجثث .ووجدت وجهي في وجهه وانا راقد فيه ..كانت عيناه بيضاء كانها متحجرة ..قمت منه هلعا ..
كنت ابحث عن القط والعروس ..
كانت العروس ..مسجاة في مكانها ..ونفس الابتسامة الغامضة علي شفتيها ..
وظهر القط من بطن احدي الجثث.. وكانت لمعة عيناه ظاهرة في ذلك الظلام ..
ثم انه وقف قرب يد البنت وكانه اشار الي اصبعها ..
كان بها خاتم من فضة وفهمت من ايماءاته انه يريدني ان انزعه
..
الخاتم كان كانه ملتصق باصبع الفتاة ..وكان به مس من نار استجمعت ماتبقي من قوتي
وحاولت خلعه مرارا حتي تمكنت .من خلعه بعنف ..وانا انظر لها
واذا الفتاة تشهق ..بقوة ..وتنهض ..علي مهل ..
عندها لم اتمالك نفسي وصرخت ..
...
ليالي الرعب (5)
المكان : مستشفي امدرمان
الزمان : يناير 1987
صرخت ..عاليا ..عندما تحركت جثة العروس ....ولم تخرج الصرخة من فمي ..كانني في كابوس ..بل في كابوس داخل كابوس ..
وكانما الجثة كانت في سبات او غفوة ..ومدت يدها الي تحاول اسكاتي ..وكنت اصرخ اكتر ..واتراجع بظهري علي حائط ..المشرحة ..
لم يابه لي القط ..وتحرك نحو باب المشرحة كانه يغادر ..استجمعت شجاعتي وحاولت الوقف ..
مدت لي العروس يدها ..استسلمت ومددت يدي ..رغم اني كنت خائفا ..
الا ان يدها كانت ناعمة الملمس .. واوقفتني بكل سهولة ..
لم استطع المشي بين الجثث الملقاه ...
خفت ان تتحرك ..او تصحو ..فقد تعبت
...وقامت العروس بسندي علي كتفها ..
ورغم نحافتها كانت قوية ..
وكنت اغمم لها كانني اهذي :
كيف تكونين جثة ...والان تحمليني ؟؟. كيف تنقذيني بدق باب المشرحة وانتي مسجاة علي الارض ؟؟ وماذا في خاتم الفضة هذا ؟؟
..ابتسمت ابتسامتها الغامضة تلك ..وقالت : ستفهم كل شئ في اوانه ..انت الان تعب ..
دعنا نذهب بك للعنبر ..
وعندما اقتربنا من باب المشرحة نظرت الي الباب ..وفتح لوحده . كانها فتحته من علي البعد...
ولفحتني رياح الشتاء ..وصرت ارتجف . كالذي به حمي ..وهذيان ...
ومددت زراعي علي خاصرتها ..حيث كدت ان افقد وعيي ..كانني غريق اتعلق باي شئ..
احسست ..ان ظهرها ناعم ..وملمسه حرير ..كانه فرو قط تحت ملابسها .. ..ولم احفل لذلك ..لم يعد في قلبي مكان اخر للخوف ..
وعندها بلغنا حديقة صغيرة ..بقرب العنبر كانت الرياح تعصف باشجارها وتسمع لها حفيف قوي ...ونباح كلاب من بعيد ..
عندها .
سمعت صوتا من خلفي ثااااابت يا زول ..
التفت فاذا به شرطي المشفي في جولته الليلية ..
التفت ببطء عليه .. وسالني :
يازول ماشي وين ؟؟
اجبت انا مريض في عنبر د. طارق وانا ارتجف ..
سالني : طيب ماشي براك وين بالليل دة ؟؟
براااي ؟؟
نظرت علي يميني للعروس التي كانت تحملني علي كتفها ..
لم تكن موجوده ..!!
عندها ..اغمي علي ..
ليالي الرعب (6)
المكان : مستشفي امدمان
الزمان : يناير 1987
هلاوس ..وهذيان
عندما افقت اليوم التالي ..كان العنبر يكتظ ..باهلي ومعارفي ..وكانت ليلة المشرحة والمقابر ما تزال في مخيلتي ..وجعلت اصرخ واهذي ..المقابر ..الحمار ...القط الاسود ..العروس
..
لمحت بنت خالتي منال تجادل الطبيب ..
الطبيب كان مصرا ..علي ان يذهبوا بي الي مشفي التجاني الماحي للامراض النفسية ..لان هناك هلاوس بصرية وسمعية شديدة ..
فيما كانت منال تحتج علي ذلك ..
الطبيب حسم النقاش ..ان التاخير ..يفاقم امري .. وقد يدفعني في طريق لا عودة منه ..طريق الجنون !!
..
عندها طفرت الدموع في عين منال ..وجعلت تنتحب ..
..ونزلت الدموع من عيني وانا اسالها :..ي منال في شنو ؟؟
انا مالي ؟؟
انا تعبان للدرجة دي ؟؟ وواخذت ابكي ..فيما خيم الحزن علي اهلي ..
امي وقفت امام راسي ..وخاطبت الطبيب ..: متيمنه ما اودي ولدي لمستشفي المجانين ( ذلك تفكيرها ..طبعا ).. بس اوديهو اهلي السناهير ديل !! .
اخذ الطبيب ملفي الابيض المعلق علي ..راس السرير ..كتب فيه بعض الاسطر في سريعا . ووقع اسفل الورقه .وقال .مخاطبا الممرضة : ..بكرة يتحول التجاني الماحي ..! !
وغادر العنبر ...
كنت احاول ان استجمع خيوط ما حدث ..وان اتمالك نفسي ..الا ان عقلي كان مشوشا جدا ..تتداخل فيه الصور والاخيله ..
..
وكنت افكر . ماذا سيفعلون بي في .التجاني الماحي .. هل اصبت بالجنون ؟؟
كيف يفكر المجنون ؟؟
هل ما احسه الان هو الجنون ؟؟
عندها دخلت الممرضة ..ومددت يدي لها بكل هدؤ ..
انحنت لتركب لي دربا في الفراشة علي يدي ..
وعندما نظرت اليها ..ارتجف جسمي ..وجعلت اصرخ ..وهب عدد كبير من اهلي لثبيتي علي الفراش ..
كانو لا يعلمون ..
فقد كانت ..العروس هي الممرضة ..
