الجزء السابع من رواية ليالي الرُعب

 ليالي_الرعب (16) (17)

تاليف : محمد الطاهر محمد 

المكان : مستشفي امدرمان

الزمان : يناير 1987

..رفع الضابط راسه بعدما راجع الاوراق التي امامه .ونظر للمجنون مقيد اليدين الذي امامه ..
رواية ليالي الرُعب الجزء السابع
الجزء السابع رواية ليالي الرُعب 






وقال مخاطبا العسكري :

متاكد( 118) اجراءات ي حضرة الصول ؟؟

اجاب حضرة الصول بكل احترام ..نعم سعادتك !!

- خلاص وصلو كوبر بالعربية الاداريه

 ..وما تنسي حوافز المولد ..تغشي الرئاسة تمام ؟؟

وقبل ان يجيب حضرة الصول ..كان المجنون قد اطاح به بكتفه ..وهجم علي الضابط خلف مكتبه !!

وكان التحاما قويا ..بينهما...

ثم في اقل من دقيقة دوي صوت رصاصة ..داخل مكتب الضابط ..!!

......

انطلق الصوت الاجش من فم د.طارق ..وسط اندهاش مرافقه ...فيما استمر شيخ عادل بثبات يتلو ويحكم قبضته علي راس الدكتور ..

وهو يقول كانه يخاطب شيئا داخل د. طارق ..اخرج ..اخرج ..اخرج ..

ومازال د. طارق ينتفض ..

ويستمر شيخ عادل في التلاوة بصوت عالي ويعيد الكرة ..

اطلع ولا بحرقك ..بحرقك ..بتموت هنا بس ..ويستمر في التلاوة ..

وساله شيخ عادل انت منو ؟؟

اجاب الصوت : شاااااااااوووووووش

- مسلم ولا كافر ؟؟

اجاب الصوت : ما يخصك ..ما يخصك ..

-طيب 

..واستمر الشيخ في التلاوة ...

لحظات وصاح الصوت المتحشرج وبدا خائفا ....:.خلاص خلاص حا امرق 

-حاتمرق بي وين

 -اصبع رجلو اليمين ..

وكان جسد د. طارق ينتفض بكل قوة ..

قال شيخ عادل للمرافق : جيب دبوس 

واستمر في التلاوة ..

وقام بوخذ اصبع د .طارق ..

وماهي الا دقائق حتي خرج دم اسود قاني من موضع الوخذ ..وانتفض جسد د طارق ..

وسكن تماما ...

.......

اكتشفت انني ..معجب بالممرضة .. واسمها الحقيقي الذي قالته .. ملك محمد ..

وقلت في سري ..فعلا ملك ..

كانت ماتزال تفسر لي ..كل الغموض الذي احاط بي من ليلة المقابر ..

ثم تزكرت فجاة انني لم ار القط 

ولم يكن موجودا 

في العنبر المسكون ..عندما تم القبض علي المجنون ..وسالتها اين اختفي القط الاسود ؟؟

اجابتني بابتسامة اخاذة ..

هو جنبنا الان ..في المولد ..لايفوت ..مولدا ابدا ..

يتبع ...


.....

ليالي الرعب (17)

بقلم : محمد الطاهر محمد 

المكان : مستشفي امدرمان 

الزمان: يناير 1987

ما تزال عشرات الاسئلة حيري في راسي ..ولم تشف الممرضة غليلي ..

ما زال هناك غموض ..يلف راسي ..رغم انني فهمت كثير من الحقائق ..ولكن ليس كل الحقائق..

ومن قال ان الحياة تخلو من الغموض ؟؟

......

فتح د.طارق عينيه ببطء ..وكانه يري الموجودين في غرفته لاول مرة ..وسال مندهشا : حصل شنو ي شيخ عادل ؟؟

كان د. طارق قد افاق للتو من الرقيه ..

اجابه شيخ عادل .. حاجه .. بسيطه كدا ..وطلعت ..

تنفس د.طارق الصعداء ..وقال : تصدق يا شيخ عادل انا حاسي انو جسمي بقي خفييييف ..زي الزول الكانت في صخرة في صدره وشالوها منه !!

رد الشيخ : ذلك الفضل من الله ..

حا نعاود الرقيه ..حتي نطمن عليك اكتر ..

وكان شيخ عادل مقتنعا ..انه اخرج ..ماردا شرسا من داخله ..

.....

الله الله ..ما اجمل البحر ..كنت اضع يدي علي المياه الباردة ..وعلي مقربة مني قارب صغير خشبي ..

كنت اتامل في روعة المكان ..وكانت الشمس تغرب رويدا ..رويدا ..ويكتسي الافق ..الجميل زرقة ..ويعلوها احمرار جميل ..كان امواج من اللون الاحمر القاني تاتيك من الافق ..

وانا فرح وسعيد ..اذ تخرج افاع وعقارب من الصخور خلفي ..وهي تجد في المسير نحوي ..

وتاتي الممرضة وتظهر من لا شئ امامي ..ثم لدهشتي ..ترسم علي الارض خطا ..لا تتخطاه ..الافاعي ولا الثعابين ..

كانت في اجمل حلة ..وابهي ما يكون عليه المرء 

صفراء مشربة بحمرة قليله علي خدودها ..وينسدل شعرها برفق علي اكتافها ..ويتطاير يمنة ويسرة بفعل نسمات البحر كلما تحركت .. ما اجملها ..

ثم... صحوت من النوم ..

الله الله ..كنت احلم ..وليتني استمريت نائما ..

لكنني فهمت معني الحلم ...

.....

دخل الطبيب الجديد الي العنبر صباحا واتجه نحوي مباشرة .. ..واخذ ملفي ونظر فيه مليا ..وابتسم لي 

: ماشاء الله ..شكلو ايامك معانا قربت ..

فحوصاتك ..ماشه كويس ..

شكلك حا تمرق اخر الاسبوع دا !!

الحمدلله قلت في سري ....اخيرا انتهت كوابيس المستشفي ..

وعندما خرج الطبيب ..لبست مسرعا ..وتحركت نحو ميدان المولد ..

كان عشرات الاحباب والمريدين ..يقتلعون في الخيام ..فقد انتهت ايام المولد ..فيما لا تزال بعض اكشاك الحلوى ..عامرة بالزبائن والاطفال 

علي مقربة من مسجد الخليفه كان احدهم يفترش الصحف علي الارض فيما تحلق عدد حوله ..يقراون العناوين

شققت طريقي وسطهم ..وجعلت اقرا العناوين ..ثم امحت جريدة الدار واندهشت من عناوينها 

(يا خبر : مجنون العنبر المسكون يتهجم علي ضابط شرطه بالقسم الاوسط امدرمان )

( ماذا قال الشرطي الذي القي القبض علي المجنون بالمستشفي )

( ما سر العنبر المسكون بمستشفي امدرمان ؟؟ )

غدا تفاصيل ..اوفي ..

وتنفست الصعداء ..

ثم اخذت اشتري بعض الحلوي ..وهدية جميله للممرضة ..

.....

 قلت للوالدة وهي تجلس قربي بالمشفي ..يا والدة ..انا خلاص قررت اتزوج 

- ها المسخوط دا امس دي ما كنت بتكورك مقابر وكدايس وشنو داك ..متين بقيت كويس ؟؟ ثم بصوت خافت عروسك منو واهلها منو وساكنه وين ؟؟

ساكنه سنار يا والدة 

 اجابتني بسرعه بري والله ..سنار ..؟؟ 

اتيمنت ما تعرس هناك ديل يكتبوك ..قدام عيونك وما تشوفهم بري 

- ي حاجه اهلك السناهير مش قاعدين .؟؟

.(كنت اعرف نقطة ضعفها ) تهللت اسارير الحاجه ..واردفت عوجه ما بتجيني مافي !! ..هزت الحاجه راسها علامة الموافقه !!

- دي منو البت دي انا بعرفها ..؟؟

الممرضة يا حاجه !!

-اتاريها المفعوصه ..كانت بتغرود ليك بي عيونها ..شايفاها انا كاتله حيلها كل ما تخش ليك ..وحاسة بيها بتعاين ليك تحت تحت ..

لكن النصيحه يا ولدي ..البت سمحه ..وشكلها مهذبه ..!!

الجزء الثامن من رواية ليالي الرُعب انتقامات عديده

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال