فنجان القهوة الواحد
ساقتني خطاي رغماً عني ،لعمي الفضل ود التوم،واصلوا ما ارتحت في البيت اطلع وامرق من التكل للراكوبه وأقوم واقعد قلت الا امشي له ،افطر معاو ،والغريبه الصباح مشيت صبحتوا ،واتفقدت أحوالوا ،اصلوا نحن في الصعيد كان مافقدت الناس كلهم من آخر الحله لاول الحله معناها الا كان عيان وبجوك هم طوالي .
وصلت عمي لقيتوا في ضل شجرتوا حقت النيم قاعد في عنقريب السعف وماسك عصايتوا ويشخط في الواطه.
اشر لي بيدوا تعااال ،سبحان الله يدوا مع حركتا تقول فيها مغناطيس جريت لي جري بدون ما احري وادري ،سلمت عليهوا وعيني في الواطه ،وانا واقف .
قال لي :اقعد جنبي هنا
وانا شايفها اول مره تحصل ملامحه وملامح ابوي ما اتمعنتها كويس خلي اقعد جمبه ،في عنقريب واحد .
قعدت في طرف العنقريب بالله تقول داير اجري ومدنقر في الواطه.
قال لي يا ولدي والله ود حلال أفتش لي لزول يفطر معاي كوركت لي حاج الصافي دا ،وقالوا لي طلع الخلاء ،اها وقت الله جابك لي أفطر معاي اصلي يا ولدي عندي ليك معزه خاصه ما ذي اولاد عمك حسن ديل بسفوا الصعوط وقدر ما جلدتهم ونهرتهم ما دايرين يخلوا عاد غلبتني الحيله فيهم.
واختك دي بوصيك عليها ما يسبقوك عليها ،لانهم كان جوني ما بقدر ارجعهم فاضيين.
واياك انت سيد الحوبات والمحنن المُكان وقلاد
قلت لي خير ،وانا من جواي حسيت قلبي اتوسع وانفر بقي كبيييير اصلي بت عمي دي بحبها من دون البنات وكل م اشوفها ساي بحس بنسمة هواء بارده دخلت جواي .
وحُبنا زمان يعجب ٨سنه تلاقيني وانا داخل بيتهم تضحك وتغطي وشها بتوبها وتجر علي المطبخ ،وانا قلبي معاها اقول يمكن يعتر ليها شي وهي متبلمه كدا.
لا تلفونات لا رسائل لا مكالمات.
قاعد مع عمي عشره دقائق بالله ما تمت بتوا جات جابت لينا الفطور وختتوا وقدمت رجلها دايره تمشي عمي قال ليها اها يابت بعد انا أفطر داير اخد لي غمدة ،في عنقريبي دا سوي الجبنه لي اخوك خلي يجي يشربها في الراكوبه أصلها أبرد من شجرتي دي .
بالله البت جرت جري
،وانا عاوز ارفع عيوني اعاين ليها ساي تقول الحياء بنزل جفوني لتحت.
بنفطر انا وعمي ،واحكي لي عن طريقة زواجهم زماان ،وعاداتهم الحلوه ،الاسي هو شايفه انتهت وحاجات قلت ،وانا بالي مامعاهو مع جبنتي العاوز اشربها مع ست البنات الرايقه وراسيه.
قاعد افكر ،وشايف العصيده تقول جبل احد ،وكل ما ناكل منها ذايده ،فبقيت ما عارف دا من قلقي الشديد وبالي في الجبنه ،ولا البركه الفي زاد الحبان.
وفعلاً ذاد الحبان ليهوا مكان.
فطرت ومشيت علي الجبنه لقيت ست الحسان قاعده في البنبر ومجهزه الجبنه.
ناولتني الفنجان وبالله اول بقه اشيلها القي مرارة الجبنه دايره تشق حلقي
فقلت ليها :
وجيتك اشرب قهوة ريدك
وبُنِك زاااااتو طلع محروق
لكن مجبور اتكيف بييك
عشان ماسكني صداع الشوق
واصلا انا كنت عاوز اتونس معاها ساي ،لكن الجبنه مامهمه لي ،وعلي العليها ألقاها جبنه مُره وبنها محروق ،فحاولت اشوفها وارفع راسي لكن ماقدرت ،كل تركيزي في الفنجان الماسكوا بطرف الإبهام والسبابه ،ومن شدة تفكيري عشان اشوف وشها المبلم دا اتخيلت ملامحها في طرف فنجاني الشايلوا
وكانت حالي صعبه جدا بين عاوز اشوفها وبين فنجان الجبنه المُر والبقه الشلتها منو دي وخلت لساني تقيل
وكان لسان حالي يقول:
رسمتها لوحة في الفنجان
متناسقة جميلة،بديعة الالوان
شربت الكاس ،ويمين غبيان
وبقيت اهاتي ،كما السكران
وقهوتها
قليييلة وفنجانه اتقول ممحوق
بسواطه الملعقة قسم ماتحوق...
فقلت أكلمه بدل الأفكار الفي عقلي وانا رافع الفنجان بالله فيهو بقه واحده خايف اكمله وأقوم امشي ،وانا متمني اسمع صوتها فقلت ليها:
ياست العجن والسماح والزوق
نفسي اشرب واتني واضوق
فهي حست بي اني عرفت جبنتها مُره ،وكانت بتتكلم مع نفسها عاد اقول لي شنو وانا حرقت البن وانا بفكر فيهو،وعاوزه شوفتوا واسمع صوتوا ولا اقول لي الجبنه فارت وطفت النار وبقت شويه ولا اعمل شنو ؟!
واتوكلت بعد تفكيرها داك
قالت لي:
معليش سويتا مُرة ومجهجه قليله
والبن حرق واسي عادمه الحيله
اياك فارس حوبتي والمحن التقيله
اقليلك قلوه ي صالح م وجدت مثيله.
حسيت أنه ضميرها انبها وما عاوزها تهتم للجبنه وأصلا انا حلفت ليها قلت ليها م بشرب جبنه تاني ولا في اي محل وعاوزه تنسي
فقلت ليها:
وكيف تتاسف ست القلب ووريدوا
فنجاناً واحد وحلفت ما اذيدوا
نفسي اردوا من جديد واعيدوا
يمكن يهدي القلب الكتر تنهيد
وانا كان في نفسي ،ارجع الجبنه واشربها وارجعها واشربها عشان الفنجان اصلوا ما ينتهي .
مع أنه كان نفسي تسوي لي جبنه تاني وتالت ورابع بس بعد حلفت ما بشرب تاني،والراجل كلاموا واحد
وعاد ياخلي علي حلف بعد فنجانا
وداير اشرب من ام لهيج روزانا
الكاتلاني بشوقها ياخلي وقلوبنا ملانا
بقيت اشرب الوسككي والبيرا بالجركانه
ويارب العباد تجمعني بيها الحين
وأسعد واضوق الكأس مع الهانيين
ونخلف عيال ونجيب بنات وبنين
كل الطالبوا منكم اشبكوها امين
بقيت بعد الفنجان الشربتوا منها ما بشرب جبنه خالص ،وكل ما يجيبوا ،الجبنه في الديوان مع اولاد عمي انا ما بشرب بكبوها لي وما بشربها واقعد انم وادوبي ،وود عماً لي اسموا التوم كل مايسمعني انم وادوبي يقول ،يازول الشعر بجمبه وانت بجمبه والجبنه باها الجبنه ،وانا عارف كدا لكن اني لا شاعر ولا بعرف شعر لكن وقع علي حلف ما اشرب تاني بعد الفنجان داك.
وكل مره يجيبوا الجبنه التوم يقول لي كدا فقلت لي:
ومعروف ي التوم كج وباقي لي دقار
كل ما اكتب عنها تقابلني بستتهتار
المن ريده اندق في القلب مسمار
عساها ام اولادي لو شاءت الاقدار
اديكم أوصافها ياخلي وقيسولي حلاتة
عميرها ثمانيه ذايد سبعة فوقوا ثلاثه
حروفها منال صعب وعددها ثلاثة
مدسوسه ببيتا م طلعت علي جاراته
ومن داك اليوم انا ما شربت جبنه ،وما بشرب تاني وكتير من الشعراء والأدباء والفنانين كتبوا وتغنوا عن البن ،والكيف ما بن.
اشجار النخيل
التسميات
قصص وروايات سودانية
