ليالي_الرعب (10) (11)
تاليف : محمد الطاهر محمد
المكان : مستشفي امدرمان
الزمان يناير 1987
المجنون
قلت للممرضة ..بالله احكي لي عن المجنون ..
- هو كان مريضا ..هنا ..ووعندما بدا في التحسن ..اختار مكانا قصيا خلف العنبر المسكون ..ليتعاطي فيه البنقو ..
.. وكان يذهب يوميا بعد منتصف الليل هناك ..
ولم يدر ان رفاقه الذين ياتون اليه ويجلسون معه حتي مطلع الصبح .. لم يكونو بشرا بل كانو من الجن .!!
وكانو ياتون اليه باروع الاصناف واجملها ..!!
- وكيف جن ؟؟
![]() |
| ليالي الرُعب الجزء الرابع |
- لا احد يدري ..البعض يقول ان رفاقه اتو له بمخدرات الجن ..ولم يتحمل قوتها ..والبعض يقول انه ..راي فتاة اية في الجمال ..تدخل الي العنبر المسكون ..وتبعها ....وخرج مجنونا ..لا احد يعرف علي وجه اليقين كيف جن !!.
طرق الرجل المهذب باب الغرفه 13 بالعنبر الخاص للعظام بالخرطوم ..وسمع صوتا من الداخل يسمح له بالدخول كان مكتوب علي صدره ديباجة صغيرة د. الشفيع ابراهيم .
- د. طارق ..كيف اليوم . ..هل تحس بشئ
-لا والله ي Boss .. كلو تمام ..
كانت رجل د.طارق اليسري
تحت الجبص بالكامل ....
فيما نظر الطبيب المعالج د.الشفيع الي صورة الاشعة التي كانت علي المنضدة ..نظر فيها مليا ..وقال:
your back is so good ..
الحمدلله انزلاق قضروفي صغير في الفقرة القطنيه 4 و5
- الحمدلله علي كل حال ..
.....
استيقظت هذا الصباح ..بمرور طبيب جديد علي العنبر .حيث دخل مسرعا وتخطي كل المرضي ..وجاء الي مباشرة ..وسالني
انت اسمك مين ؟؟
وعندما اجبته باسمي سالني اين الفايل بتاعك ؟؟
اجبت مترددا: والله ي دكتور الفايل بكون مع الممرضين دايما
اجابني: فايلك اختفي ..وحا نعيد ليك الفحوصات من اول وجديد !!...
ابتسمت ..وكدت ان احتج لكنني تزكرت ان د.طارق قد وقع علي توقيعي بالذهاب لمستشفي التجاني الماحي !!
وسالته: اين د.طارق ..اجابني باقتضاب : د. طارق عمل حادث ..وما بجي قريب ..وانا استلمت القسم !!
رايت ابتسامة جزلي في وجه امي التي هتفت دون وعي ( بركاتكم ي السناهير ) سالتها انتي مشيتي ليهم ي حاجه ..ردت لي ..( يا ولدي ..ديل بحسو بينا دون ما نمشي ليهم ) !!
وضحكت كما لم اضحك من قبل ..
....
سال د. الشفيع مريضه المسجي علي الفراش د. طارق : اليس امرا غريبا ..ان يكون السبب في الحادث قط ؟؟
رد د.طارق والوجوم علي وجهه اي والله ..السائق مصر علي القصة دي ..وقال لو ودوه المشنقة ما بغير كلامو ..
رد د. الشفيع ..سبحان الله ..
وقبل ان يكمل جملته ..تفاجا الاثنان بان الجبس علي رجل د.طارق قد طق ..كانه انفجار صغير لاحد العاب الاطفال
ووجم الاثنان ..حيث .. انشق الجبس وانقسم الي اثنين وظهرت رجل د. طارق المصابة ..كلها ....
.....
ذلك النهار سمعنا جلبة وصياحا ضخما علي حوش الخليفه . وتجمهر لالاف الناس ..فقد بدات زفة المولد بمدينة امدرمان ..
وقفت علي الشرفة بالطابق الاول وجعلت اتفرج علي الحشود الضخمة ..والذكر ..والنوبات ..واهالي الطرق الصوفية ..وهم يقتحمون حوش الخليفه
جال في فكري خاطر سريع ..الليله ناس العنبر المسكون حايتجننو بي سبب الذكر .
الله يستر علينا ...
يتبع..
ليالي الرعب( 11)
المكان ؛ مستشفي امدرمان
الزمان : يناير 1987
ليلة الفوضي
..دلف احمد عباس الممرض بعنبر الجراحة الي غرفة الممرضين بالعنبر ..حاملا عمودا كبيرا من الالمونيوم ..
فرحا بما يحمله من طيبات ووضعه علي التربيزة وسريعا
ما بدا في التهامه ..الا ان دقات علي الباب جعلته غاضبا
الحق ي دكتور .. الدرب انتهي ..غمغم الممرض قليلا .. واسرع ..للعنبر
لم يمكث غير دقيقتين ..وعندما عاد ..وجد ان قطتان ..قد التهمتا كل اللحوم..
زمجر غاضبا ..وركل احداهما ..بكل قوته ..لتطير مسافة وتصطدم بالحائط وهي تعوي من اثر الضربة ..وتفر من المكان ..
... ..
وجم د. الشفيع ..وهو يري جبص د. طارق ..قد انفجر امامه .. واصبح يغمغم : انا شغال لي 25 سنة ..وعالجت مئات الكسور ..ولم يحدث ان انفجر لي جبص ..
ثم ارخي نظارته قليلا ..انت فيك مشكله كبيرة ي د.طارق ..
كنت قد بدات اعتاد علي العروس او الممرضة ..بعد ان بدات اتعافي ..من الحادث قليلا ..
وما تزال عشرات الاسئلة في حيري في عقلي ..
سالتها وهي تعطيني حقنة الخامسة مساء :
ممن انتي متزوجه ؟؟ردت بكل بساطة : انا لست متزوجه ..
الست انتي من كانت في المشرحه ؟؟
- لا ..لست انا !!.
واسترسلت ..انا من طرقت الباب .
- طيب ومن هي العروس التي نزعت خاتمها
بكل هدؤ ردت ؛
هي ابنة القط ..الذي اوصلك هناك !!.
عاد الممرض احمد عباس الي غرفته تعبا بعد منتصف الليل ..
وشرع في محاولة النوم فيما تبقي من ورديته ..
حيث قام بجر الترابيزه علي الحائط ..واذا به
يسمع طرقا علي الباب ..واسرع بفتحه ليتخلص من القادم ..وما ان فتح الباب حتي قامت رجل ضخمة برفسه ..وطار حتي ارتطم بالجدار المقابل ..
كانت نفس ركلته ..لكنها هذه المرة كانت الرجل بها ...مخالب ..!!
ورغم البرد كانت اصوات المادحين والذاكرين بساحة ميدان المولد ..تبعث دفئا علي المستشفي ..وكنت في عنبري ..ارقب من النافذة ..العنبر المسكون ..كان هادئا علي غير العادة ..وكان سكانه ارتحلوا ..
ولمحت من بعيد المجنون ..كان هذه المرة يرتدي زيا صوفيا جميلا ..ونظيفا ..
وفجاة حمل عصاه مقتحما العنبر المسكون ..وهو يصرخ ..كانه يهاجم شخصا ما !!
تابع الجزء الخامس المرعب من ليالي الرُعب
