الفلكلور السوداني التراث الشعبي السوداني عادات وتقاليد المجتمع
وسنتطرق باذن الله تعالى في هذا الموضوع عن عادات وتقاليد وثقافات متفرقة للشعب السوداني فدعونا نجوب معا في ارض الُسمر والنيل فيها بنا
القوقو أو تمثال القوقو .
ونتداول هذه الكلمة كثيراً في البلد ،والقوقو تمثال لامراه تحمل طفلها علي ظهرها كما في الصوره
صوره١ القوقو
![]() |
| القوقو |
وحمل الطفل علي الظهر من ثقافات الفلاته والهوساء والزقاوه وعدد كبير من قبائل السودان الأخري حتي في اقصي شمال السودان حيث الصوره التي اطلعنا عليها سابقاً من جداريات كيميت ،ففي كتب التاريخ القديم للحضاره النوبيه ذكر أن الكنداكه مندي بنت السلطان عجبنا ربطت طفلها علي ظهرها وحاربت بها في معركة فك الحصار على أبيها حتي مات طفلها برمح وعلمت به فاكملت المعركه لساعات حتي استطاعت فك الحصار بالكامل وقامت بدفن طفلها.
فالقوقو له شأن خاص للنساء السودانية فمنه السفر والعمل والحروب هكذا سمي بالقوقو.
عادات وتقاليد الزواج في السودان
مراسم الزواج لها طقوسها الخاصة ونكهتها المميزة التي تعكس هوية الشعب السوداني عن بقية الشعوب العربية الأخري.
ولا شك أن العادات والتقاليد تختلف شيء قليلا من منطقة لأخرى ،ابتداء من
الجرتق
الذي يعد حدثا رئيسي في المراسم ويبدأ بتحضير ادوات الجرتق من عطور جافة ولينه توضع علي اواني مصنوعة محلياً مخصصة له،وانا يحوي لبن وتجهيز مكان المراسم حيث تذين الجدران بالالوان الجذابة المتناسقة مع ألوان لبس العرسان ويرتدي العريس السُرتي أو لبسة (علي الله)كما تعرف في بعض مناطق وسط وشمال السودان بهذا الاسم ،ويذين العريس أيضاً بالهلال وسوط العنج كما يعرف بهذه الاسم ويحمل في يده عصا الجرتق أو سيف وسبحه علي عنقه وتوضع الضريره علي رأسه وهي عطور جافه مخصصة لهذا المرسم.
وترتدي العروس فستان مرصع بالاحمر تماشيا مع لون الديكور وتغطي وجهها بوشاح القرمصيص ،لتبدا مراسم الجرتق وربما من أكثر العادات السائدة رش اللبن علي وجهه العريس ويأخذ العريس رشفه بفمه ويرش بها وجهه العروس أيضاً ،وكما ذكرنا سابقاً أن معظم هذه العادات تفرد بها السودان فقط فالجرتق ليس من عادات العرب في شبه الجزيرة العربية أو دول المغرب العربي أو حتي مصر انتشرت هذه التقاليد والأعراف في وسط وشمال السودان فقط.وعنقريب الجرتق أيضاً من الأدوات المصنوعة من السعف والخشب يجلس عليه العرسان لتكملة بقية المراسم،للجرتق،وصينية الجرتق المزركشة بالنقوش والعديل والزين ،طقوسا كثيره من اهازيج الغناء والعزف والرقص الشعبي ،وعطور الزواج ،ومباخر عطور الدخان التي تأخذك بعيدا وسط هذه الاهازيج وأكاليل الفرح ،فالكتابه عن هذه المراسم لا تعكس البتة صورتها الحقيقه .
صورة ٢ تحضير للجرتق
![]() |
| الجرتق السوداني |
وهنالك بعض العادات والتقاليد التي يمكن أن نقول اندثرت قليلا وتلاشت مثل قطع الرحط ،ونط ذبيحة كرامة حلالة ،وذف العرسان للبحر وغسل أيديهم وأرجلهم ووجوههم من ماء البحر لطرد الفقر والوباء ومسح الماضي كماء يذعم البعض .
غناء الدلوكة
وهي أداة عزف محلية الصنع تصنع من الفخار والجلود ،تلازم بيت الفرح أو العرس قبل الزواج بشهر أو شهرين حيث يجتمع بنات القريه في بيت العريس و العروس من بعد المغرب حتي العشاء ويبتهجن بالغناء الشعبي والزغاريد.
![]() |
| الدلوكة |
الافطار الجماعي في الطريق في شهر رمضان
من صفات السودانيين قاطبة الجود والكرم وانعكس ذلك في عاداتهم ،فمن الشيم التي يعتز بها إفطار الصائم في رمضان حيث يجتمع أهل الحي الواحد أو القريه عامه في طريق واحد تيمناً بالعادات القديمة التي تؤمن بقسمة ذاد شهر رمضان مع الماره أو ابن السبيل ،حتي وصل الأمر في المدن والقرى المجاورة للطرق العامه بقفل الطريق عن المسافرين قبيل وقت الإفطار للتسابق علي الاجر والثواب كما أن الافطار الجماعي في الطريق لا يُشعر الفقراء والتعففين بالفرق بينهم وبين عامة من بسط الله لهم في الرزق حيث يتشاركون بينهم الذاد ويتقاسمون ما بقي بعد إكرام الضيف العابر.
صورة ٣ إفطار رمضان في السودان
![]() |
| رمضان في السودان |
![]() |
| طبق الإفطار السائد في معظم مناطق السودان |
![]() |
| اواني شعبيه لشهر رمضان في السودان |
عادات وتقاليد متفرقة
من العادات السائدة لدي قبائل الشمال بصفه خاصه الجعليه والحسانيه والكبابيش" الجلد بالسوط"القطران أو الكرباج أو البُطان كما يسمي في المناسبات حيث تمثل هذه العادة الحدث الرئيسي في حفل الزواج لدي قبيلة الجعليه وتتمثل في أن يقول العريس بجلد الشباب ،او كل من يتطوع للمشاركه ،يكون عـ.اري الظهر يتحزم بملابسه في وسطه ويجب أن يثبت ويركز للجلد حتي لا تبدوا عليه علامات الالم ويصبح اضحوكه لدي حاضري الحفل من النساء والرجال،وبعضهم يتعرض للضـ.رب بقوة حتي يتلاصق راس سوط العنج مع لحم ظهره ،وتسيل منه كميه كبيره من الـ.د.ماء وتور م الظهر بفعل قوة الجلد.
تعد عملية المشاركه كنوع من التطوع أحياناً ،او انسجام الشباب مع الموسيقى الصاخبة ،او كما يسمونها أهل السودان "شيلة الهاشمية "أو التشجع وسط الحاضرين.
وتعد أيضاً في المقام الأول كنوع من رد دين سابق حيث أن العريس سابقاً يكون تعرض للضرب بالسوط من قبل بعض الشباب الآخرين المتزوجين فيقوم برد دينه بعدد الاسواط أو أكثر .
نبذ كثير من السودانيين هذه العادة حتي انحسرت في مناطق معينه فقط ،في ما يري أهل تلك الموروثات أن هذه العادة تعلم الرجال الصبر وشدة التحمل والقوه والشجاعة واستعراض الرجوله.
ما رايك انت بهذه العادة؟!أخبرنا برأيك في تعليق .
صوره٣ البُطان "الجلد بالسوط"في مناسبات الزفاف للجعليه.
![]() |
| الكرباج |
العادات المرتبطة بالعزاء ومناسبات أخري.
الماتم أو العزاء ،او بيت الفُراش كما يسمي في السودان ،يتشارك أهل السودان الفرح و الحزن ويتقاسمون الحلو والمر منذ قديم الزمان ،فمن أعظم شيمهم ،التداخل في بينهم ،والتراحم ببعضهم،فتجد لمتهم حاضره في أذهان كل تطرق علي عادات وتقاليد المجتمع السوداني ،ففي واجبات العزاء أو بيت الفراش سابقاً ،كان الماتم يستمر لـ خمسة عشر يوماً ،وتختلف العادات والتقاليد من منطقة لأخرى قليلاً ،وكل فتره الفراش يجتمع أهل الديره الواحده أو القريه اجمع أو الحي بواجبات الضيوف الذين قدموا للتعازي من مختلف البقاع،انتقد كثير من الناس هذه العادة حيث تمثل خسائر جمه لاهل العزاء ونسبة للظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها السودان ،حاول أفراد المجتمع المصغر من قري أو احياء تغير هذه العاده ،وتقليل الخسائر في المناسبات الاجتماعية ومازالت بعض المناطق الي الآن تحتفظ بتلك العادات كما وجدوها.
عادات وتقاليد اندثرت
من الأشياء الغريبة التي يمكن تراها في السودان خصوصاً وفي القارة الأفريقية اجمع ثقافة الوشم علي الوجه أو" الشلوخ" كما يعرف بهذا الاسم في ارض السمر والنيل.
انتهجت بعض القبائل الأفريقية والعربية السودانية الوشم أو الشلوخ للاعتزاز بالانتماء للمجتمع المصغر وكانت معظم القبائل الجنوبية والشمالية في حدود السودان الجغرافيه تهتم بهذا الإرث حتي يفرق بين وشم كل قبيله عن الأخري في المجتمع الأكبر ،كما فسرها بعض المورخين أيضاً تيمناً برموز تجلب الخير أو لها مدلولات قيمه للقبيلة.فبعضهم من يوشم الخدين أو الجبهة أو الجبين والأنف ودق الشلوفه أو الشفايف حتي دق الزمام في الأنف كان جزء لا يتجزأ من هذا التقليد.
توارث الأجيال هذه العادة لمطلع الثمانينات من القرن الماضي حتي تلاشت شيئا فشيئا ،وانتقد عدد كبير من السودانيين هذه الموروثات بحجه تغير شكل الوجه الذي كرم الله به بن آدم ،وان الوشوم والشلوخ لا تعني مدلولا بقدر أثرها النفسي والاجتماعي مع الشعوب الأخري،والجدير بالزكر أن معظم القبائل السودانية توارثت هذه العادة ،ولم يبقي منها اليوم سوي الزمام الذي يوضع علي الانف وخرم الشفايف عند قبائل الرزيقات أو المعاليه.
صوره ٤ الشلوخ السودانيه
![]() |
| الشلوخ السودانيه |
للعادات والتقاليد ،اثر كبير في حياة وثقافة الشعوب ،وهذه الموروثات تعكس هوية هذه الشعوب ،فالنتقبل الجميل ونعض عليه بالنواجذ ونترك ونتخلي عن القبيح الذي لا يثمن ولا يغني من جوع.
لا يسعنا في مقال واحد أن نثرد ونتناول جميع العادات والتقاليد السودانيه يمكنكم دوماً الرجوع إلى الموقع للإطلاع على بقية السلسلة المترابطة ابتدأ من الحضارة النوبية القديمة الي السودان في عهدنا الحالي .







