الدُمي المتحركة -الجزء الاول

 الدُمي المتحركة 


حقيقه واسرار العالم الجديد
الدمي المتحركة 











ظلت المدينه الكئيبه هادئة لسنوات ،حتي الأرصفة والطرقات خاليه وكآنها لا يقطنها أحد ،تلك الإضاءة التي تنبعث من المصابيح علي جوانب الطرق ،تضي تاره وتتوقف تارة أخرى ،توحي بأنها مدينة أشباح ،بالكاد لا تري في الطريق الا الصحف والمجلات التي تتأرجح مع الهواء يميناً ويساراً ،والقطط التي علي حاويات النفايات ،تبحث عن شيء تأكله ،ولا تجد شيء إطلاقاً ،ولا تترك خلفها غير بعثره السلات ولا تجد من ينظف خلفها هذه الفوضي ليل هذه المدينه ليس أقل بؤساً من نهارها.
 ففي الصباح الذي يبشر ببداية جديده، تنظر بمد بصرك الي الطريق ،ولا تري شيئاً غير السراب والظلام.
وفي جانب آخر من المدينه ،تري المنازل الخشبية القديمة التي صُممت علي نمط وأحد ،وبشكل يوحي بأن مالكها واحد.

جميع المنازل ملتصقة ببعضها البعض ،وكانهم اخوه ،ولكن باطن الأمر أنه لايوجد حتي من يرد لك التحية ،او يضع لك اعتبار.
الجميع غُربا،حتي الذين تربطهم صلة القرابة لا يهتمون بشؤون بعضهم وبالكاد يلقون التحيه علي بعضهم ،جميع من تقابلهم ،ينظرون اليك بنظرات ثاقبه مليئة بالخبث وكأنهم يريدون أن يدبروا لك مكيدة ،شئ مخيف نوعاً ما ،ليس هذا فحسب يذداد الأمر سوءاً حين تري عراكاً بين رجلين في وسط المدينه والناس حولهم ينظرون بأعين متلهفه لمعرفة من ينتصر ويقتل الآخر ،تلك الحشود الكبيرة صامته بافواهها ،تضج أعصابها بالكلمات المختلفة تارة تشجيع وتارة ندم علي فرصة فوز محققه ضيعها أحد المتعاركين،لقتل الآخر ،جميع تصرفات الحشود الصامته ،تفضح أحاديثهم من نظرات،وتلويح أياديهم للتشجيع وعض أصابعهم علي الفرص الضائعه،ينتهي العراك ،نهاية مشرقه للمنتصر الذي لا تكاد تعرفه من أثر الدماء في جسدة الملئ بالضرب المبرح ،ولازال ينظر للحشود بخبث ولا يزال يبحث عن سبب لخوض عراك آخر وهو في حالة يرثى لها ،يتارجح ولا يقوي حتي علي تحامل نفسه للوقوف،ينظر مليئا الي الجموع وهي صامته،ليتاكد أنه لا يوجد سبب آخر لخوض عراك،ويرجع الي ضحيته الميته،ليبحث في جيوب خصمه الميت،ليخرج قداحه ،ويشعل سجارته،نعم كآنه بأن لي السبب الآن كان هذا القتال بسبب قداحه سجائر ،سبب مقنع لخوض هذا النزال ،لم يبرح الجموع مكانهم بعد وما زالت نظراتهم صوب المنتصر الذي في وسط الدائرة ،بين الجموع ماذا ينتظرون كأنهم جميعهم ينتظرون نزالا اخر! صامتون كالاصنام يترقبون من التالي ،

حتي ظهر رجل آخر علي صهوة جواده يمتطيه بسرعه،قادم من آخر الطريق ،يتبع صوت حوافر الفرس صياحاً مرتفع  وغباراً كثيف خلفه، توجهت النظرات نحوه،ماذا لديه؟!

هل يحمل خبر سار ام انه من أهل المقتول يريد أن يثأر وينتقم ؟!لم يكن الأمر كذلك ،فقد كان يسحب خلف جواده رجل ،ربطه بحبل جيداً من يديده ،واختار هذه الطريقه ،ليتلذذ بصراخ خصمه،اصبحت الحشود تحرك نظراتها مع صاحب الجواد الذي يصول ويجول بخصمه ، من آخر الطريق الى بدايته ،سته او سبعه جولات،وبعدها توقف ونزل عن صهوة جواده ،وفك وثاق خصمه ،وقَدِم الي الحشود في طريقة مشي هيمنه،وكبر،وصاح فيهم بصوت مرتفع هكذا تكون عقوبة من يأخذ كاس جعتي من النادل وانا في انتظاره،لم يتفوه أحداً بكلمه ،كعادة أهل المدينه،جميع هذه المناظر وأكثر ،تضع في الذهن الف طريقه للموت في الغرب.
وكالعادة لا ينصرف الحشد قبل انصراف أهل العراك،بعد أن صعد ذلك الرجل علي جواده ورحل وتواري عن الأنظار بدأ الحشود في الانصراف والتسلل ،وبعضهم لايزال واقفاً لوقت ،يترغبون وينتظرون المذيد،حتي أولئك النساء اللائي ينظرن من شرفات المنازل ،يتربصن بنظراتهن صولا وجولات مد الطريق لمَٰ يحدث بعد ذلك ،فطال انتظارهن لا شي في الطريق هذا كل ما لدينا اليوم،فاغلقن نوافذهن بخيبه.

هذا كل ما شاهده" آرثر بات"وهو جالساً في مقهي بجانب الطريق علي كرسي خشبي يتأرجح به واضعاً رجله اليمني علي اليسري ،وفي يده صحيفه لم يتمعنها لوهله ،ولا يعلم ما تحويه بكثرة تفكيره في ما يدور حوله ،لا يريد  ارثربات أن يفوته شيء مما يحدث،فكر بعمق في  ما دار 
واراد ان يستفيد من هذه الصراعات لنفسه ،لكن كيف ذلك وهو لم يصارع قبلا؟!
قد كان ارثربات شاباً في الثلاثين من عُمره قوي البنيه تهابه من شكله ،ذكياً يعلم نواياك ويقراء افكارك قبل أن تقبل عليه،يمتلك نظرات ثاقبه،ومع كل ذلك كان لا يعتدي علي احد ،ولا يدخل في نزال مع احد،حتي أنه تعرض لكثير من الظلم من اهل المدينه حيث كان يعمل في مجال البناء ،هو وصديقه المقرب "اربيز"الذي اختاره بعناية كأنهم وجهان لعملة معدنيه واحده متشابهون في الصفات تماماً ،بيد أن اربيز سريع الغضب نوعاً ما ،يعملون في المدينه بجهد،واخلاص وفوق ذلك عادةً مايتم اتهاضهم ،واهانتهم،وعدم اعطائهم أموالهم الخاصة بالبناء ،ما الذي يحدث يا ارثربات ؟!،لقد عاني ارثربات لسنوات طويلة من ،الحيف،ولم يحرك ساكناً ،حتي في أحدي المرات في أحد المقاهي،حيث كان ارثربات جالساً ينتظر اربيز،في الصباح  فقدم اليه أحد أولئك المعتوهين الذين يبحثون عن من يبرحوه ضرباً لفرض انفسهم،وقام بسكب قهوه علي ارثربات ،فلم يعره ارثربات اهتماماً ،ولا يزال الرجل يقف أمام ارثربات فارد زراعيه وينظر له بغضب ينتظر منه أن يتفوه بكلمه واحده لتكون سبب  لبدايه النزال،ولم يحرك ارثربات ساكنا ،ولا يريد خوض عراك،مابه ؟!لقد سمع ارثربات من حوله يهمسون ،مما يخشي رجلاً قوي البنيه مثل هذا ،؟!ويستهزوء به هكذا ،هل هو أصم ام انه مشلول ؟!

اكتفي ارثربات بصمته ،وضم قبضة يده اليمني التي تحت الطاوله بقوه.

لم يبرح الرجل مكانه بعد ولا يزال يبرز صفات هيمنته وجبروته، 

حتي اتي اربيز ونظر للرجل ونظر لـ ارثربات صديقه ،وجلس في الكرسي الذي علي طرف الطاوله واضعاً يده علي خده ،ولم يتفوه بكلمه اكتفي فقط بتبادل النظرات من صديقه آرثر والرجل ،واعاد نظراته مراراً وتكرارا ،كانه يقول لهم هيا ،لنبدا هذا اليوم الجميل ببعض الإثارة وينظر للرجل بغضب ثم يغير ملامح وجهه الي ترجي لصديقه ،ليسمح له بأن يسحق هذا المتطفل،ولكن نظرات ارثربات تخبره أن يسترح ،ويدعه في شأنه.

تعجب كل من في المقهي علي صبر ارثربات وصديقه .
وكثير من المواقف مرت علي ارثربات وصديقه ،بينت لاهل المدينه ،نُبلهم وحسن اخلاقهم،وصبرهم ،وتحملهم للاذي.

انصرف الرجل من ناظري ارثربات واربيز بعد أن مل من صمتهم القاتل.

اربيز يغير موضع جلوسه الي الكرسي المقابل لارثر ويصافحه :

ااه يا صديقي ،واخيراً رحل هذا المتعجرف ،ليتك تركتني اضع حداً لهذا الهُراء.
كيف حالك ،ياصديقي في ماذا كنت تنشُدني ؟!
لم أستطع النوم ليلة البارحة ،كنت افكر في م تود أن تقوله لي ما الامر!؟

-ارثر "يأخذ نفساً عميقاً" ااه بخير يا صديقي

لكن لا يروق لي كل ما يدور في هذه المدينه،نفد صبري من كل هذه التُروهات،
ضقت زرعاً ،من العمل يا اربيز ،نحن نعمل لأجل ماذا؟!
لاجل المال أليس كذلك؟!
ولم نحصل عليه قط من أهل هذه البلده المشؤمه،سئمت  المتعجرفين،والحمقي،وظلمهم،وجبروتهم لنعيش في هذه الغابه ياصديقي،يتوجب علينا أن نصبح مثلهم،او ان نحارب عاداتهم السيئة ،افكر في أمراً ما.

اربيز:حسناً،اذن أخبرني فيما تفكر؟!!
آرثر:اقترب قليلاً يااربيز !ويتكلم بصوت خافت كالهمس ،حسناً اعرف انك في صفي يا اربيز لا نريد أن نُحدث مشاكل ،او نخوض شجارات لا تعني لنا شيئا ، لكني افكر في شي كبير 

.......تابع الجزء الثاني من القصة


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال