حبيبتي من الجن
احمد شاب في العشرين من عمره ،يعيش في قرية صغيرة نائيه ،تبعد من المدينة التي تقُرب منهم مئات الكيلومترات.
وكان يعمل فلاحاً،في مزرعة جده ،التي يذهب إليها في الصباح الباكر ولا يعود الا قبيل العصر بوقت قليل .
لم تكن أسرته تجد ما يعينها فقد توفي والده وهو في العاشرة من عمره ،فظلت والدته تكافح من اجلهم هو واخوانه الثلاثة.
فلم يحظي احمد بتعليم جيد ،فقرر العمل علي تلك المزرعه فقط ليعول عائلته بدلا من أمه.
وفي ذات يوم خرج الي المزرعة باكرا،فقابله في الطريق مجموعة من الرجال يبحثون عن فتاة خرجت من المنزل واختفت ،ولم يجدوها من الأمس.
فسألهم من مكانهم واخبروه أنهم من قرية بعيدة من قريتهم ،فقال لهم اني اتيت من منزلي الآن ولم يقابلني آحد في الطريق ،واذا وجدتها سابحث عنكم أو اجد ما يدلني اليكم.
وصل احمد الي مزرعته وبعد أن بدأ العمل بوقت قصير تلبدت السماء بسحب كثيفه وهي الآن علي وشك أن تمطر،فكر احمد في الذهاب الى القرية ولكن الطريق طويل فلا يريد أن يغامر .
فقرر قبل هطول الأمطار تنظيف الكوخ الخشبي الصغير الذي كان يقطن فيه جده قبل رحيلهم الي تلك القريه للاحتماء من المطر .
وبعد أن انتهي من تنظيف الكوخ الذي كان مليئ بالغبار والاوساخ بوقت قصير بدأت الأمطار تهطل بغزاره.
فاحتمي في ذلك الكوخ ،واغلق بابه جيدا من الرياح ،واشتدت الأمطار حتي ظن أن ذلك الكوخ القديم لم يصمد امامها،فظل يغلق في الفتحات الموجودة في الاخشاب المهتريه ،حتي سمع صوت قرع علي باب الكوخ ،فقال في نفسه ،من يكون هذا في هذا المكان؟!ومع وقت نزول الأمطار.
وفتح باب الكوخ،فاذ بفتاة ،فائقة الجمال ،في حال يرثي عليها ،من التعب والمشقه،وابتلال ملابسها من الأمطار قد أصابتها رجفه من البرد،فادخلها وظل متعجباً!.
فاعطها خرقه من القماش قديمه لتلف بها نفسها من البرد .
وأعطاهها طعامه الذي أحضره معه المنزل.
وسألها من انت؟! ومن اين اتيتي؟! وما شانك؟!
فقالت له :أن اسمها لمياء* وحكت له قصتها بالتفصيل -
خرجت من الأمس من منزلنا الذي يقع في قرية بعيدة ،من مدينة (*) لزيادة جدتي في تلك المدينة،فاخذت سياره والدي القديمه دون علمه وذهبت بها ،ولكن حدث ما لا يحمد عقباه ،فقد خرجت قبيل الفجر ،ولم تكن إضاءة السيارة تعمل جيداً فاصدمت بشجرة كبيرة علي جانبي الطريق ،وتكسرت السيارة ولم اصب باذي ،فقلت في نفسي لن ارجع الي القرية وقد قطعت شوطاً كبير،ولو رجعت وعلم والدي بما حدث سيقتص مني ،فلن ارجع ،واذا علم بالأمر وانا عند جدتي ،لن يعاقبني علي فعلتي وانا عندها.
فقلت عسي وعل اجد سياره في الطريق توصلني ،فبدات في المشي في طريق المدينه ،ولكن الطريق لم يكن بالسهل فوجدت تقاطع طرق ولم أكن أعلم جيداً بالطريق ،فسلكت طريق خاطئ وظللت امشي نحو قريتكم ظننا مني بأن المدينه في هذا الاتجاه فلم أجد ما اكله الا اوراق الأشجار ،وليلة امس بعد أن حل الظلام نمت تحت شجرة كبيره ، واستيغظت مبكراً كي أواصل السير أو اجد من يوصلني معه، وفظللت امشي حتي هطلت الأمطار، فرأيت هذا الكوخ وقدمت إليه لاحتمي من المطر.
لم يصدق احمد قصتها وشك فيها ،بحكم أن تلك المدينة ،ابعد من قريتهم من القري المجاورة لها الاخري،وكيف لها أن تقطع كل هذه المسافة وتمشي يوماً كامل وتجلس من صبيحة أمس لا تاكل شي سوي ورق اشجار؟!.
فتعجب لقصتها، وتذكر أن في الصبح مروا عليه جماعة ،يبحثون عن فتاة ضائعه، فقال هذه الفتاة بالتأكيد هي التي يبحث عنها هولاء الرجال .
وقد أخبروه بقريتهم ولكنها بعيدة جدا وكيف يصل إليهم دون سياره ،فقرر أن يأخذها معه منزلهم حتي يجد طريقه للذهاب الي تلك القريه.
كانت كل توقعات احمد أنها الفتاة التي يبحث عنها أولئك الرجال لا اعلم ما دفعه لهذا التفكير ؟!
فسألها ما إذا كانت من تلك القريه ام لا؟!
فأجابت : نعم هل تعرفها؟!
فقال لها:أن بالصبح في طريقي الى المزرعه قابلني مجموعة من الرجال يبحثون عن فتاة ضائعه .
فقالت له:صفهم لي!
فحكي لها احمد اوصافهم
فقالت له :أن هولاء الرجال هم أهلها بالفعل،وبان عليها الارتباك فاحتضنته وظلت تبكي وتترجي فيه أن يفعل شيئاً حيال أمرها ،وان ابها لن يسامها ولن تسلم منه سيقتلها حتما.
شعر احمد بارتباك أيضاً ،وماذا يفعل حيالها ؟!وبدأ يتراجع ويفلت يديها عن كتفيه شئ فشي،حتي تراجع للوراء
وظلت الفتاة تترجي فيه.
تمالكت احمد العاطفه حيالها بعد أن احتضنته مكسوره ،وخائفه ،وشفق علي حالها فقال لها لا تقلقي بالتأكيد أن لكل خطأ تصحيح وسنجد حل مع أهلك لا تخافي، كان احمد يريد بذلك تهدئتها فقط.
وبعد أن توقفت الأمطار وبداءت السماء،قال لها انها ستذهب معه الي منزلهم،حتي يجد سياره يذهبوا بها الي قريتهم.
وترك المزرعة وذهبوا الي القرية
وفي طريقهم الي منزل احمد
وفي الطريق :
قابلاه الرجال الذين كانوا يبحثون عن الفتاة مره اخري ،ففرح احمد فرحاً شديداً وقال لها أن تلك السياره التي أمامنا هي نفسها التي قابلتني في الصباح ربما هم اهلك،لقد حل الأمر ،ولكن لم يستمر فرح احمد كثيراً ،فترجل الركب من السياره وقال له كبيرهم :هكذا الأمر إذن انت خطفت بنتنا وحين قابلناك قلت انك لا تعلم عنها شي !؟.
ماذا نفعل بك وبها ،هل نقتلكم؟ام ماذا نفعل بكم
بدأ الخوف والهلع يظهران علي ملامح احمد الذي كان يبرر ،ويحكي ما حدث بكل صدق ولكن لا احد يصدقه.
وكان كلامه كأنه يتحدث وسط جماعه من الناس يصرخون لا يسمعه احد.
فسأله كبيرهم بصوت عالي وقوي جدا ونبرة غضب :قل لي لماذا خطفتها ،وماذا تريد منها؟!هل تريد ان تتفاوض معنا في ما بعد بطلب أموال لأجل رد الفتاة أو في ماذا تفكر؟!
فأجابه واحد منهم:فقال له :لقد عرفت الأمر يا اخي رويدك ،لابد أنه يحبها ومغرم بها ،لذلك قام بخطفها.
فسأل كبيرهم الفتاة:أخبريني لماذا انتي معه؟!هل خطفك من أجل المال ،ام أنه يحبك؟!
فقالت الفتاة ،لقد خطفني يوم امس باكرا ،هذا الشاب اسمه احمد ويحبني منذ وقت طويل وكان يواعدني سرا من فترة لأخري وكنا ىنتقابل في أطراف القريه .
وأنا أحبه جداً ،ولا اريد أن أذهب معكم اريد أن أعيش معه،بقيه حياتي .
لم يستوعب احمد ما دار حوله من حوار حتي أنهم لم ينصتوا له وتلك الفتاة التي تكذب،ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم ؟!
أصاب احمد الزهول ،ماذا يقول وهو لا يعرف هذه الفتاة إطلاقاً ولم يقابلها قبلا .
فقال لهم :حقا انا لم اقابل هذه الفتاة الا اليوم ،وكل ماقلته لكم صحيح.
فقالوا له :هكذا إذن تريد أن تتخلي عن الفتاة بعد أن تلاعبت بها !
سوف نعطيك مهله يوماً واحداً ،فقط ولن ناخذ معنا الفتاة ،اما أن تأتي بها قريتنا وتتزوجها أما أن لنا راي اخر سنقتل أفراد أسرتك جميعاً واحداً تلو الآخر أمام عينك ثم نقتلك بعدهم،فقرر الليله،وفي الصباح أعطنا قرارك.
وانطلقوا ،وتركوا احمد في حيرة من أمره،وبخاطر مكسور ،فنظر الي الفتاة ،وقال لها لماذا كذبتي ؟! وأنا لا اعرفك قبلا!
فإذا هي فرحه تبتسم فقالت له :هكذا لا يقتلوني ،تخلصت منهم وانا احبك واعرف قرارك جيداً الأمر سهلاً اليك أليس كذلك.
فواصلوا طريقهم الي منزل احمد ،وقد راودت احمد كثير من الأفكار ،فقال في نفسي ،لن اعرض حياة اسرتي للخطر،وهذه الفتاة انا لا اعرفها جيداً ،لكنها جميله جدا ،وطالما حلمت بفتاة مثلها ولكني لا امتلك مالاً للزواج ؟!ولا امتلك منزلاً بعد سوي هذا المنزل الصغير الذي تركه لنا والدي.
ماذا افعل وكيف اتصرف!؟
وصلا الي منزل احمد فكانت أمه في حيرة من أمرها ،وسالت احمد من هذه الفتاة ؟!.
فأخبرها القصه كامله وبكل ماحدث،وقالت له ،يا بني ابتاع المزرعة ،وتزوج ،فنحن لا نريد أن نقع في المشاكل وانا اخاف عليكم انت واخوتك ،اما عني فقد عشت بما فيه الكفاية.
احمد لامه :يبكي ويأخذ تنهيدة طويلة
لا لن ابيع مزرعة جدي التي نقتات منها انا واخواتي من أجل زواج ،وماذا يفعل اخواني من بعدي؟!!وكيف يكون حالهم بدون المزرعة التي تعولهم،لن اقدم علي فعل مثل هذا يا امي.
وهنا الفتاة بعد أن سمعت الحوار تريد أن تتدخل بفكرة جميله
الفتاة: احمد انا أحبك ولن اتخلي عنك ،وكل ما اطلبه منك حبك لي ،وابشرك أن لاهلي مال كثير ومزارع اكبر من مزرعة جدك التي أورثها لك ،فكر في الأمر لو ذهبنا اليهم واخبرتهم انك تحبني ولا تملك المال لتتزوجني ربما يقوم ابي أو جدي بتزويجك ،ويتكفلوا لنا بكل شي ويهبوا لنا مزرعة وأموال كثيرة نعيش بها باقي حياتنا سعداء للابد بدلاً من بيع مزرعتك أو أن تري مكروها يصيب عائلك.
فكر في الأمر يا احمد فلا يوجد امامك خيار ثالث!.
احمد في صمت يفكر في فكرة الفتاة
احمد :حسنا أنها فكرة رائعة ،ساقبل أن أذهب معكم لكن بشرط أن توعدني أن تخبري اهلك بالحقيقة إن لم يوافقوا بي دون مال.
أو أن يقتصوا مني انا بدلا من اهلي ويتركوا عائلتي في امان.
وخرجا احمد والفتاة من منزل احمد وهنا عم البكاء منزل احمد.
وفي الطريق دار الحوار الآتي بين احمد والفتاة:
الفتاة:س انفذ شرطك ي احمد واقول لاهلي أن يزوجوك ولكن لي شرطا أيضاً واحد فقط .
احمد :وما هو شرطك؟!!
الفتاة:أن تقول ما اطلبه منك ،وبعدها تدل صامتاً لا تتحدث بكلمة .
احمد متعجباً!:وماذا اقول لهم ؟!ثم أظل صامت!
الفتاة:قل لهم انك تحبني ومستعد أن تفعل كل شي من اجلي ،وتريدني زوجة لك ،وبعدها لا تتكلم بكلمة واحدة فقط ،وظل صامتاً إلي أن أقول لك تكلم يا احمد .
شعر احمد بغرابة في شرط الفتاة التي طلبته منه ولكن قال في نفسه لاباس هي فتاة جميلة الف رجل يتمني الفوز بها ،فان تزوجتها فإني رابح لا محالة ،فان لم اتزوجها ساترجي أهلها أن يتركوا اهلي في شأنهم أو توفي هي بوعدها وتقول الحقيقه .
ظل يسيران علي أقدامهم مسافة طويلة حتي نسي احمد أن قرية الفتاة بعيدة جداً ولا يستطيعوا الوصول إليها إلا بسيارة ،وانتبهه احمد لذلك بعد أن قطعوا نصف الطريق ولم يشعر بشئ.
احمد غريب أمرنا ظللنا نمشي كل هذه المسافة دون نقل سيارة ،توقفي عسي وعل نجد سياره في طريقنا
الفتاة:لا عليك فقد اوشكنا علي الوصول.
احمد :نظر إلي الطريق مرة أخرى وكأنهم قطعوا ١٠كيلوا متر في هذه الثواني مهلا ما الذي يحدث وكأننا ننطلق بسرعة البرق ام أنني لا أشعر بشئ وأنا اتحدث اليك .
الفتاة:ابتسمت وقالت حتي انا لا أشعر بشئ البته وانا اتمشي معك ،ليتك من نصيبي فقد احببتك بصدق.
شعر احمد بشعور متبادل نحوها وبدأ يميل إليها بعد أن كان بينهما مسافه متر ،تقرب إليها قليلاً وأمسك بيدها ،وشعر حينها أن هذه الفتاة مميزه تستحق العناء ،وتغيرت نبضات قلبه فأصبحت تتسارع كل ما ضغط علي يدها وتحسسها.
احمد وهو مسك يد الفتاة ،شعر بالحب يلامس قلبه ،فقال لها بكل صدق ،لم أكن اعرفك ،ولم اعرفك حتي الآن ولكن الشي الذي اعرفه الان أنني احببتك ،وكاني اعرفك من سنين .
فقالت له الفتاة:لا تنسي ما طلبت منك ،ولا تترك يدي قد وصلنا الان.
وفجاه أمام. احمد قرية كبيرة ،تبعد منهم عشرات الكيلومترات وفي ساحة كبيرة أمامهم ،جماعة من الناس وكأنهم ينتظرون محفلا.
الفتاه هاقد وصلنا قل وافعل مثل ما طلبت منك ثم كن صامتا بعدها.
احمد بعد أن وصلوا أمام الناس وهو يمسك بيد الفتاة ،السلام عليكم
فلم يرد له احد،فتكلم بصوت عالي جداً ،هذه الفتاة انا احبها وسافعل كل شي لأجلها وأجل أن اتزوجها وانا لا املك مالاً فقدمت اليكم كما طلبتم مني"ثم ظل صامتاً كما طلبت منه الفتاة.
افلتت الفتاة يد احمد رويدا رويدا ثم تقدمت الي الجماعة قليلاً ،وبدات تتكلم بكلام ،لم يفهم احمد معناه وظن أنها "لغة عجم "أو رطانة قبيلة معينه فلم ينتبهه ،فظلت الفتاة تتكلم وطال حديثها حتي زرفت دموعها وهي تتكلم ،وكل ما فهمه احمد كأنها تترجي في أهلها لفعل شي فلم يفهم احمد أكثر من ذلك.
وبعد توقفت الفتاة من الكلام تقدم كبيرهم رجل مسن وذو لحية بيضاء وكان عمره فوق الألف من علامات الكُبر وتقدم العمر.
فقال لها بحديث فهمه احمد جيدا إنسان اتحبين انسان؟!كررها لها ثلاث مرات.
فأراد احمد أن يتكلم فأشارت إليه الفتاة بيدها فسكت.
فقالت الفتاة:للرجل المسن وكان جدها :لقد سمعتم حديثه فهو يحبني وأنا أحبه ،وقال لكم بالحرف الواحد يستطيع أن يفعل كل شئ من اجلي.
وفجأة تقدم رجل آخر من الناس وكان يحمل صندوقاً خشبيا صغير وفتح الصندوق وكان بداخله ،قلادة ،بها مفتاح زهبي يتلألأ ،وكمية كبيرة من المجوهرات من الذهب والفضة،فقام الرجل بوضع القلادة في جيد الفتاة التي ابتسمت فرحا ونظرت الي احمد وهي فرحه.
وبدأ عشرات الرجل يلتفون حول الفتاة ،في شكل دائري وبدأ بتنفيذ طقوس ومراسم كأنها مراسم زفاف ،ولكنها كانت مخيفة نوع ما.مع ترديدهم بعض الهمهمه،والكلمات الغير مفهومه.
ظل احمد صامتاً واقف لساعتين وهو ينظر إلي ما يدور حوله ،وفجا قدم إليه اثنان من الرجال عليهم علامات القوة واشكال وجوههم مخيفه ،وكانهم ليس من أهل تلك الفتاة الحسناء فتراجع احمد للوراء واراد أن يهرب ولاكن وجد أن الفتاة تنظر إليه ،وتؤمي له برأسها أن يثبت في مكانه ،فقدم إليه الرجلان وحملاه علي أكتافهم سويا،فتوجهوا به الي قِدر كبير يغلي ملئ بالمياه الحاميه
فرموه فيه ،وكانت المفاجأة أنه لم يشعر بحرارة المياه التي تغلي
وقاموا بتغطية القِدر عليه ،وهنا قابل احمد الفتاة داخل الماء فأخذت بيده وغطست به أسفل القدر وفجأة وجدوا أنهم في مكان آخر مخضر وقد أعد الناس مستلزمات الزواج والمحفل ،ومكبرات الصوت ،والموسيقي وكمية كبيرة جداً من الناس يرقصون طرباً ،وونظر احمد لنفسه فإذا به يرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض وبنطال اسود وجزمه سوداء جديده وكانت الفتاة الحسناء تمسك بيده وترتدي زفاف عروسه وقد تطيبت وتحملت وكأنها بدر مكتمل ،شعور مختلط لدي احمد بين الاندهاش من جمال عروسته والدهشه التي ثابته مما حدث فكله لم يدخل في عقله وتصويره شئ من ما حدث.
انتهت مراسم الزفاف في ليله كامله قرابه فجر يوم غد بدأ الناس الذين في الحفل يتسللون ويختفون واحد تلو الآخر ،حتي لم يبقي سوي رجلين وثلاث بنات ،وام الرجلين فكانا والد الفتاة وجدها ام الثلاث بنات فكن صديقات الفتاة.
همسن الفيات للعروسه في أذنها ثم توارن عن الأنظار في وهله ،ووالد الفتاة وجدها بقيا بالقرب من يمين احمد وقالا له بصوت واحد ،لقد كنت قدر التكليف وأتيت بقدميك الي دارنا بفتاتنا وانت تحبها وهي تحبك فاليوم نكافيك علي فعلتك ،بمجوهرات ومال ملئ الأرض ،وغداً،لو أساءت معاملة مفتاتنا لن تجد خيراً في مالك ونفسك واهلك وهذا تحذير منا مقدماً واعطيت احمد صندوقاً مليئ بالذهب والمجوهرات والنقود ،وفجاءه غاصا في أعماق الأرض في منظر تقشعر منه الأبدان.
علم احمد بما يدور حوله ،او ربما استجمع شئ قليل ربما ما يحدث حوله ليس شي عادياً .
فسأل الفتاة ،فقال لها اشرحي لي ما يدور حولي !؟
فقالت الفتاة ساخبرك بالحقيقة الكاملة لكن قبلها استحلفك أن توعدني أن لا تتركني ،وان تركتني اعلم أن حياتك وحياة عائلتك في خطر فأنا احببتك بصدق.
فقال لها احمد :اوعدك أن لا اتركك
فقالت له الفتاه كل ماحدث لك لم يكن بالصدفه ،فانا يا احمد جنيه،كنت اراقبك ،منذ زمن طويل وانا لم اعشق بنو جنسي فاحببتك وتعلقت بك حد الإدمان.
وخلاصة القول لم أكن ضائعه من اهلي قط،فانا لدي قوة ،استطيع الطيران الي مشارق الأرض ومغاربها في كسر من الثانيه ،ويوم قابلتك في الكوخ كنت اراقبك من كثب فقد كان بينك وبيني زراع ولاكنك لم تراني،ومن قابلتهم بالسيارة في الطريق لم يكونوا اهلي الذي كانوا يبحثون عني ،بل كن صديقاتي فقد عاونني علي هذه المهمه وتمثلن لك في صورة رجال حتي تتقدم لزواجي وكل ما حدث كنت ادبره يا احمد لأصل اليك وتقع في حبي.
علم احمد بكل الحقيقة الكامله التي كانت غائبة عليه ،فكر كثيراً ،وتذكر عائلته ،وتذكر وعده لها بأن لا يتركها.
وضمها إليه وقال لها اريدك ولن تتنازل عنك ،اريدك كما انت.
وانطلقا الي منزل والدته التي كانت قلقه وفي حيرة من أمرها عم جري لابنها.
ولكن هذه المرة الانطلاق كان ببساط سحري ،وصلا المنزل كانا معهم صندوقاً مليئ بالذهب والمجوهرات والنقود ،طرقا الباب وفتحت والدته الباب لهم وضمت ابنها إليها ،ومعه الفتاة فقالت لها يا ابنتي قد حن قلبي اليك وقرقت عيناها بالدموع.
سقطت دموع والدة احمد علي مفتاح القلادة التي ،عنق الفتاة ،وفي لحظة ،شعرت الفتاة وكان قواها قد خارت ،فسقطت في الأرض ،فحملها احمد وكان يريد أن يعالجها عند طبيب في القريه،ولكن فاقت الفتاة من نفسها ،ووقفت علي أرجلها من جديد وكأنها لم يصبها شي ،فتعجبت ام احمد لما راءت فسألت احمد ما بال زوجتك فقال لها احمد يا أماه حبيبتي من الجن
فلم تستوعب ام احمد كلامه فقص لها القصة كامله ،ولكن كانت المفاجأة بعد أن خارت قوي الفتاة ،واغمي عليها لم يكونوا يتوقعوا ذلك
تكمله القصة في تصنيف القصص
أقرأ أيضاً عن. الشقه المسكونة
التسميات
قصص وروايات سودانية
